بعد 3 سنوات من التراجع..8.5 % أكبر زيادة سنوية لأسعار الذهب منذ 2011
بانتهاء
عام 2016 وبداية عام 2017 رصدت "المصرفى" أهم التطورات التى طرأت على أسعار
الذهب حيث سجَّلت أسعار الذهب بالأسواق العالمية على مدار العام الماضى مكاسب سنوية
بلغت نسبتها 8.5% لتسجّل بذلك أكبر زيادة فى أسعار المعدن منذ 2011.. كما تعد المكاسب
السنوية للمعدن الأصفر هى الأولى من نوعها بعد ثلاث سنوات من التراجع فى الأداء العام
للذهب بالأسواق العالمية.
وقع
الذهب العام الماضى تحت ضغط من احتمالات رفع الفائدة الأمريكية الأمر الذى أثر فى الأسعار
صعودًا وهبوطًا، فضلًا عن حدث آخر شكَّل هزة للأسواق العالمية وهو الاستفتاء على خروج
بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وغيرها من البيانات الأمريكية التى قللت نوعًا ما من
جاذبية المعدن الأصفر وعززت من قوة الدولار الذى وصل لأعلى مستوياته منذ 14 عامًا بنهاية
2016.
وأثرت
نتائج الانتخابات الأمريكية التى سارت على نحو غير مُتوقع ومُخالف لما مالت إلية الأسواق
العالمية من فوز هيلارى كلينتون إلا أن صعود "ترامب" لسدة الحكم أضعف من
الدولار لصالح الذهب لتعود القوة من جديد للدولار مع بداية التركيز على البرنامج الانتخابى
لـ"ترامب".
وختامًا
أنهى الفيدرالى الأمريكى الجدل الدائر بشأن الفائدة وعزَّز من قوة عُملته برفع الفائدة
على الدولار على حساب الذهب إلا أن المُحصلة النهائية لأداء المعدن كانت جيدة وأنهت
موجة خسائر دامت لثلاثة سنوات.
ففى
النصف الأول من 2016 زاد المستثمرون إقبالهم على الذهب مع إبداء مجلس الاحتياطى الاتحادى
حذره بشأن رفع أسعار الفائدة بفعل المخاوف بشأن النمو العالمى فى الوقت الذى صوّتت
فيه بريطانيا لصالح الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبى وهو ما قلص الإقبال على المخاطرة
ودفع الذهب للارتفاع لأعلى مستوى فى عامين فى يوليو.
وعلى
صعيد المعادن الثمينة الأخرى فقد احتل البلاديوم صدارة المعادن الأفضل أداء بمكاسب
سنوية بلغت قيمتها 21% فى العام الماضى ، بينما سجل البلاتين زيادة طفيفة خلال العام
ليُسجّل الزيادة السنوية الأولى منذ أربعة أعوام، فيما أنهت الفضة العام على ارتفاع
بنحو 15% لتكون أفضل أداء لها منذ 2010.
وعلى
الصعيد المحلى شهدت أسعار الذهب بالأسواق المصرية ارتفاعًا فى الأسعار بما يقرب من
3 أضعاف منذ بداية عام 2016 ليصعد الجرام من سعر 265 جنيهًا إلى 612 جنيهًا، مع ركود
حركة المبيعات فى سوق الذهب تزامنًا مع ارتفاع الأسعار مقارنة بعام سابق متأثرة أيضًا
بزيادة قيمة الدولار سواء فى القنوات الرسمية بعد التعويم أو فى السوق الموازية قبيل
3 نوفمبر الماضي.
وفى
رصد "المصرفي" لآخر تعاملات الذهب فى عام 2016 لشهر ديسمبر فى النصف الأول
من الشهر حاول المعدن التعافى من أدنى مستويات منذ فبراير ليسجل 1160.38% ليواصل النزول
بعد ما سجّل أكبر خسارة شهرية فى أكثر من 3 أعوام حيث عزّز ارتفاع أسعار النفط العائد
على السندات بما قلّص الإقبال على المعدن.
كما
تجاهلت الأسعار المخاوف إزاء عدم الاستقرار السياسى فى إيطاليا بعد أن استقال رئيس
الوزراء الإيطالى ماتيو رينتسى إثر هزيمته فى الاستفتاء على تعديلات دستورية ما أثار
مخاوف بإجراء انتخابات مبكرة فى 2017 لتظل الأسعار فى حالة تذبذب قرب أدنى مستوياتها
فى 10 أشهر مع تأهب السوق لزيادة فى أسعار الفائدة الأمريكية بديسمبر وتوقعها المزيد
من الزيادات العام القادم.
كما
عزّز قرار المركزى الأوروبى من خسائر الذهب بعد أن أقدم على تمديد برنامج شراء الأصول
حتى ديسمبر ولكن بوتيرة شهرية أقل ويأتى هذا فى ظل استيعاب الأسواق بنسبة 100 % من
احتمال رفع الفائدة بربع نقطة مئوية إلى النطاق الذى يستهدفه المركزى الأمريكى فى الاجتماع
الأخير له بـ 2016 .
ويذكر
أن الذهب قد سجّل أكبر هبوط شهرى فى نوفمبر الماضى منذ أكثر من 3 أعوام ليواصل السير
فى نفس الاتجاه فى أوائل ديسمبر مع تضرّر أسعار الذهب من مخاوف زيادة الفائدة الأمريكية
وتحسن شهية المستثمرين للمخاطرة وارتفاع الدولار وانحسار الطلب من الصين والهند أكبر
مستهلكى المعدن الأصفر لكن أسعار الذهب وجدت دعمًا قويًا عند مستوى 1172 دولارًا للأوقية
.
و فى
الرابع عشر من ديسمبر حسم الفيدرالى الأمريكى الأمر وأقدم على رفع الفائدة كما كان
متوقعًا مما دفع بسعر المعدن الصفر للهبوط مرة أخيرة لأدنى مستوى فى أكثر من 10 أشهر
وعزز إشارة البنك إلى زيادات بوتيرة أسرع فى 2017 وهو ما دفع الدولار للصعود على حساب
الذهب.
وجاءت
التوترات السياسية فى تركيا لتدعم أسعار الذهب حيث طغت على أثر توقعات تشديد السياسة
النقدية الأمريكية وارتفاع الدولار مُتمثلة فى اغتيال السفير الروسى فى تركيا بالرصاص
غير أن توقعات بزيادات جديدة فى الفائدة عام 2017 عادت من جديد لتنال من مكاسب الذهب.
وتسبّب الإقبال على البيع بفعل توقعات لنمو اقتصادى
عالمى أقوى بتراجع الأسعار من جديد وفشل هجومين دمويين فى تركيا وألمانيا فى تحفيز
مشتريات للاستثمار الآمن فى المعدن النفيس لتستقر الأسعار عند 1131.84 دولار فوق أدنى
مستوى منذ 10 أشهر ونصف الشهر بعد أن دفع تراجع الدولار من أعلى مستوى فى 14عامًا بعض
المستثمرين من صائدى الصفقات إلى شراء الذهب فى أعقاب هبوطه الحاد من مستوياته المرتفعة
التى سجّلها فى نوفمبر.
وكان
قد تضرر الذهب من اتجاه صعودى قوى للدولار بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية ولهجة أكثر
ميلًا لتشديد الائتمان من مجلس الاحتياطى الاتحادي، وفى نهاية الشهر سجّلت التعاملات
أحجامًا ضعيفة مع استعداد المُتعاملين لعطلة طويلة، وانخفض المعدن الأصفر بأكثر من
200 دولار للأوقية من مستوى الذروة الذى سجّله بعد فوز الجمهورى دونالد ترامب فى انتخابات
الرئاسة الأمريكية فى الثالث من نوفمبر وسجّل مستوى متدنيًا بلغ 1122.35 دولار للأوقية
فى أواخر ديسمبر.
وفى
السابع والعشرين من ديسمبر عزّز الغموض بشأن الوضع الاقتصادى الأمريكى تحت ولاية
"ترامب" من جاذبية المعدن وما أسفرت عنه البيانات اليابانية الضعيفة عن التضخم،
بالإضافة إلى مشتريات لتغطية مراكز مدينة وطلب فى نهاية العام من الصين وروسيا، لكن
التعاملات كانت محدودة مع عودة المتعاملين فى الولايات المتحدة بعد عُطلة عيد الميلاد
واستمرار إغلاق الأسواق فى لندن.
إلا
أنه على المدى القصير كانت التوقعات سلبية للمعدن بفعل استمرار ارتفاع عوائد السندات
الأمريكية وختامًا وصل سعر الأوقية فى أواخر تداولات العام عند 1155.30 دولار بعد أن
قفزت لأعلى سعر منذ منتصف الشهر عند 1159.50 دولار تزامنًا مع تراجع عوائد السندات
الأمريكية بفعل انحسار شهية المستثمرين للمخاطرة وتراجع لجاذبية الدولار الأمريكى أمام
عُملات الاستثمار الآمن مثل الين الياباني.
كتبت/ حنان جمال
العدد (67)
