"CNBC": بزوغ نجم المصارف الإسلامية في الولايات المتحدة خلال 2017
توقعت وكالة
"CNBC" الأمريكية، أن يسطع نجم المصارف الإسلامية فى الولايات المتحدة خلال العام
2017، فى إطار ثورة مالية تشهدها البلاد، مُتنبأة باتساع رقعة المؤسسات المالية
الإسلامية مُتضمنة البنوك الصغيرة وبنوك الاستثمار وكذا مؤسسات السمسرة على
الأراضى الأمريكية.
وأوضحت الوكالة، أن المؤسسات المالية الإسلامية ذاع صيتها
خلال مرحلة الإحماء التى خيَّمت على موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك بعد
أن اتهم كلا المرشحين آنذاك بعضهما البعض بالتعامل مع بنوك إسلامية تموّل الإرهاب.
وعلى الرغم من أن التحقيقات أثبتت فيما بعد عدم صحة تلك
الادعاءات، إلا أنها كانت بمثابة الضارة النافعة، حيث أسهمت فى تسليط الضوء على
الصناعة المالية الإسلامية والتى تنمو شبكتها بشكل كبير.
ففى أكتوبر الماضي، هاجم كبير مستشارى السياسة لحملة
المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، نظيرها الجمهوري، دونالد ترامب، إثر تقارير
تعامله مع مصرف "ملي" الإيراني، والذى فُرضت عليه عقوبات، وكان له دور
فى دعم برنامج إيران النووى ودعم جماعات مثل "حزب الله" و"حماس"،
مُتهمًا "ترامب" بوضع مصالحه التجارية الخاصة قبل المصلحة الوطنية
الأمريكية.
وجاء فى تقرير للاتحاد الدولى للمحققين الصحفيين "ICIJ" ومركز النزاهة العامة أن مصرف "ملي" الإيرانى
كان قد استأجر فى وقت سابق مساحة مكتبية تبلغ أكثر من 8 آلاف قدم مربع من ترامب فى
الطابق الرابع والأربعين من مبنى "جنرال موتورز" فى نيويورك، وأن
السلطات الأمريكية اتهمت هذا المصرف فى وقت لاحق بتمويل الإرهاب والمساعدة على
تطوير البرنامج النووى الإيراني.
وذكر التقرير أن بنك "ملي"، أحد أكبر البنوك
المملوكة للدولة فى إيران، كان له منذ فترة طويلة مكتب فى مبنى "جنرال
موتورز" فى وسط منطقة مانهاتن فى نيويورك، وفى عام 1998، اشترت مؤسسة ترامب
العقارية المبنى وورثت بنك "ملي" كمستأجر.
وبالنسبة لهيلارى كلينتون، فكانت المزاعم تدور حول أن
جماعة ضغط على صلة قريبة منها حصلت على بعض الأموال من "بنك بنجلاديش
الإسلامي" والمرتبط بدعم الإرهاب.
كل تلك الأمور، جعلت الأمريكيين يعرفون أكثر عن النظام
المالى الإسلامى واختلافه عن الأنظمة المصرفية التقليدية، ليعرفوا نظامًا جديدًا
يحظر الربا والمضاربة، يقوم على مبدأ تقاسم المخاطر والأرباح، ويحظر أخذ الفوائد
على القروض وتمويل أى أعمال تشمل منتجات تتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية مثل
الكحول ولحم الخنزير أو المقامرة، ويتجنب الأعمال التى يمكن أن تترافق مع الفقاعات
الاقتصادية.
وأفاد تقرير لمؤسسة "إرنست آند يونج" أنه على
الرغم من أن الصناعة المالية الإسلامية تستأثر بحصة تتراوح بين 5% و6% من النظام
المالى العالمي، إلا أنها تنمو بصورة سريعة، مع هيمنة إيرانية وسعودية وماليزية،
متوقعة أن تسجل الصناعة المالية الإسلامية نموًا سنويًا بنسبة 19.7% حتى الوصول
للعام 2018.
ومنذ العام 2000، وأضحت المصارف الإسلامية قوة لا
يُستهان بها، إذ سجَّل رأسمالها نموًا من 200 مليار دولار خلال العام 2000 ليقترب
من 3 تريليونات دولار فى العام 2016، مع توقعات بوصولها إلى 4 تريليونات دولار
بحلول العام 2020، خاصةً أن هناك أكثر من 300 مصرف و250 صندوق استثمار حول العالم
يعملون بالتوافق مع الشريعة الإسلامية.
يُشار إلى أن هناك ثلاثة بنوك تتصدر مشهد الصناعة
المصرفية الإسلامية فى الولايات المتحدة من حيث حجم الأصول، هى: "بيت التمويل
الإسلامى الأمريكي"، و"يونيفرسيتى بنك"- من خلال ذراعه الإسلامية-
و"برنامج هارفارد للتمويل الإسلامي"، كما بدأ بنك "جى بى مورجان"
تقديم خدمات مصرفية إسلامية منذ العام 2003، مع توقعات بزيادة البنوك المقدمة
للخدمات الإسلامية خلال العام 2017 وعلى مدار الأعوام المقبلة.
كتبت - هدي ممدوح
