"روسيا وأمريكا والصين" مُرشحة للدخول بقوة في الاقتصاد الإسلامي خلال 2017




تواصل الصيرفة الإسلامية جذب المزيد من العملاء من الدول غير الإسلامية، ويتوقع أن يجذب الاقتصاد الإسلامى دول روسيا والولايات المتحدة والصين خلال العام 2017.

•  الصيرفة الإسلامية ملاذ لروسيا بعيدًا عن الغرب

يتوقع أن يُعزّز التمثيل الواضح للجالية الإسلامية فى روسيا من حجم التمويل التمويل الإسلامى فى البلاد، إذ يقدر عدد المسلمين فى روسيا بنحو 20 مليون نسمة، علاوة على المعاملات الاقتصادية بين موسكو ودول آسيا الوسطى.

وكان وزير مالية تتارستان الروسية، ذات الأغلبية المسلمة، قد صرّح فى وقت سابق بأن الافتقار للاقتراض الخارجى دفع روسيا للبحث عن مصادر أخرى للتمويل، وجذب رؤوس الأموال الأجنبية بما فى ذلك من الدول الإسلامية، منوّها إلى أن قطاع التمويل الإسلامى من أسرع القطاعات نموًا فى العالم بمعدل سنوى يتراوح بين 15% و20%.

ويستعد "سبيربنك"، وهو أكبر المصارف الروسية، لإجراء أول صفقة للصيرفة الإسلامية فى تتارستان فى الوقت الذى تتولى فيه مجموعة عمل بالمصرف وضع تصور لتقديم خدمات مصرفية إسلامية لعملائه، دون أن تتعارض مع القانون الروسى فى آن واحد.

ويعتبر "سبيربنك" الصيرفة الإسلامية نموذجًا بديلًا للخدمات البنكية بعد أن أظهرت صمودًا أكبر فى مواجهة تذبذبات الأسواق ونقص السيولة بأسواق المال الدولية، وفى حال نجاح التجربة، سيزاول "سبيربنك" النشاط الإسلامى فى أقاليم روسية أخرى والتعاون مع البنك الإسلامى للتنمية وجذب من دول الخليج العربي.

وليس "سبيربنك" أول مؤسسة مالية يحاول ممارسة الصيرفة الإسلامية، إذ افتتح فى مدينة قازان عاصمة تتارستان فى مارس الماضي، أول مركز إسلامى للخدمات المصرفية، أُطلق عليه اسم "مركز صيرفة الشراكة"، ليقدم خدمات وفقا لتقاليد بلدان منظمة المؤتمر الإسلامى للأشخاص الطبيعيين والاعتباريين بصرف النظر عن ديانتهم.

•   "ترامب" يسعى للاستفادة من الصيرفة الإسلامية

أفاد تقرير لـ "CNBC" الأمريكية أن الولايات المتحدة بامتلاكها 25 مؤسسة مالية إسلامية، قد تلجأ خلال العام الجديد لتلك المؤسسات للحصول على تمويل إسلامي، علاوة على اهتمام الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، بالاستفادة من الصيرفة الإسلامية.

وهناك الكثير من الفرص فى أمريكا الشمالية للتمويل الإسلامي، خاصة بسبب الثروات الطبيعية بالولايات المتحدة وكندا والاستقرار السياسى فيهما ووجود شريحة كبيرة من المسلمين المتعلمين أصحاب الدخل المرتفع الذين لا يحصلون على ما يريدونه من منتجات مُنسجمة مع دينهم وفقًا لما أظهرته دراسة لشركة "دينار ستاندرد" والتى أشارت إلى رغبة 65% من مسلمى أمريكا فى الحصول على تلك المنتجات.

ولكن الطريق ليس مُمهدة بالكامل للصيرفة الإسلامية، إذ ثمة مشكلة تتعلق بأساليب عمل البنوك الأمريكية، وبينها اهتمامها بالمنتجات المالية مثل السندات الخاصة والحكومية لتجاوز مشكلة الانخفاض الشديد حاليًا بأسعار الفائدة، فى حين أن الإسلام يحرّم مثل تلك السندات، علاوة على مشكلة أخرى نفسية، تتعلق بالخوف مما هو إسلامى ومن "انتشار الشريعة" فى أمريكا الشمالية.

•   التواجد الاقتصادى للصين فى دول إسلامية يعزز التوجه نحو التمويل الإسلامي

أسهم التواجد الصينى فى عدد من الدول الإسلامية فى دعم التوجه نحو التمويل الإسلامي، بالإضافة إلى مشروع البنية التحتية "ممر الصين- باكستان الاقتصادى (CPEC)" الذى تنفذه الصين حاليًا مع باكستان بتكلفة 54 مليار دولار، والذى يستهدف تسهيل حركة التجارة عبر إنشاء شبكة طرق سريعة وسكك حديدية ودعمها بالألياف البصرية وخطوط الأنابيب، ويتوقع أن يوفر المشروع 700 ألف وظيفة مباشرة للباكستانيين حتى حلول عام 2030.


ويقدر الإحصاء الرسمى الصينى عدد المسلمين فى الصين بـ 30 مليون مسلم، لكن مصادر عدة تؤكد أن الرقم غير صحيح، ورغم أنه يصعب إيجاد إحصائية دقيقة للمسلمين تشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد المسلمين قد يصل إلى 100 مليون نسمة، وفى تقرير أعدته قناة "BON news" الإنجليزية المتخصصة فى شئون الصين، أكد أن تعداد المسلمين فى الصين وحدها تجاوز 100 مليون نسمة، ليصل حوالى 130 مليون، وهو ما يعادل 10% من جملة سكانها، ليفوق تعداد مسلميها عدد المسلمين فى السعودية والعراق وسوريا مجتمعين.

إعداد/ هدى ممدوح

عدد (67)