كبرى البنوك الأمريكية تشعر "بالتفاؤل" حول المستقبل تحت ولاية "ترامب"... ارباح مذهلة في 2016
بعد
توليه منصب الرئاسة الأمريكية ، تعهد "دونالد ترامب" بأن يجعل أمريكا عظيمة
مرة آخرى ولكي يفي بوعده ينبغي أن يحقق القطاع المصرفي النجاح المنشود بالاضافة الى
تعزيز فرص العمل وتحسين مناخ الأعمال.
ويبدو
أن الوضع الراهن يعزز من فرص نجاح ترامب بالايفاء بوعوده وخاصة بعد النتائج الاخيرة
التي حققتها كبرى البنوك خلال الربع الأخير من العام الماضي وتوقعاتها لعام 2017، فيما
يتوقع مستثمرون تحقيق القطاع المالي لنموا قويا في العام الجاري.
وبلغت
الارباح المجمعة لأكبر ثلاث بنوك أمريكية في العام الماضي 65 مليار دولار لتتجاوز القيمة
السوقية المجمعة لكلا من دويتشه بنك وكريدي سويس مما يؤكد على الاداء القوي والملحوظ
للبنوك الأمريكية خلال الفترة الماضي والذي تجاوز نظراؤه من البنوك الأوروبية.
وتعتبر
ارباح الثلاث البنوك أمريكية وهي "جي بي مورجان تشيس" وبنك أوف أمريكا"
وويلز فارجو" أعلى بنسبة 2% عما كانت عليه في عام 2015 .
وحقق
كلا من بنك "جولدمان ساكس" ومجموعة "سيتي جروب" نتائج أفضل من
المتوقع خلال الربع الرابع من عام 2016 لينضما الى نظرائهما من البنوك الأخرى مثل
"جي بي مورجان تشيس" و"بنك أوف أمريكا" و"مورجان ستانلي"
وبشكل عام يعود القطاع المصرفي الى النمو مرة آخرى وليتجاوز أيضا أداؤه توقعات المحللين
في الاسواق.
وأعلن
بنك "جولدمان ساكس" عن تحقيقه ارباح بلغت 2.35 مليار دولار خلال الثلاثة
أشهر الأخيرة من العام الماضي ويعد ذلك ارتفاعا بنحو أربع أضعاف الربع الأخير في عام
2015. وبلغت ارباح سهم جولدمان ساكس 5.08 دولار للسهم لتتجاوز توقعات المحللين بأن
تصل الى 4.78 فقط.
وعلى عكس ما حدث في عام 2015، استطاع كل من بنك جولدمان وبنك أوف
أمريكا و"جي بي مورجان" الحفاظ على ارباحها و لم ترغم على استخدام جزء كبير
منها لتسوية قضائية أو تسويات متعلقة بالرهون العقارية.
وقال
"لويد بلانكفين" الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان ساكس أنه بعد التحديات التي
شهدها البنك في النصف الأول من العام، فإن أداء البنك كان جيدا خلال باقي العام مع
تحسن مناخ العمل. وأشار بلانكفين الى السياسات الاقتصادية التي قد تساعد المؤسسات المالية
على جني ارباح اكبر خلال الأشهر القادمة.
وأوضح
أن العديد من الاشياء قد تمضي في الاتجاه الخاطئ ولكن يوجد بداية تغيير ملحوظ مثلما
حدث مع فوز دونالد ترامب- الذي قد يقوم بالغاء قواعد دود فرانك- بالرئاسة الامريكية
وبعدها قام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع اسعار الفائدة وأشار الى أنه سيرفعها
بنحو ثلاث مرات آخرى في عام 2017.
وحققت
أيضا مجموعة "سيتي جروب" ارتفاعا في ارباح الربع الأخير من العام الماضي
بنسبة 7% لتصل الى 3.6 مليار دولار وهو الأمر الذي أدهش المحللين في الاسواق. وكانت
هذه الارباح مدفوعة من نشاط التداول. وسجل البنك ارتفاعا في ايرادات الدخل الثابت بنسبة
36% لتصل الى 3 مليار دولار و15% ارتفاعا في ايرادات اسواق الأسهم. ومن الجدير بالذكر
أن سيتي جروب اهتم بتقليل تعرضه للمخاطر والأصول غير السائلة وعمل على تحقيق استقرار
لايراداته.
وكانت
هذه النتائج مدفوعة من قبل "مايكل كوربات" الرئيس التنفيذي للبنك الذي أوضح
ان البنك حقق نهاية قوية في عام 2016 وأن الأنشطة الرئيسية للبنك بدأت في انتاج عائد
يتوقعه ويستحقه المستثمرين.
وفي
نفس اتجاه النتائج المذهلة مضى بنك أوف أمريكا حيث حقق ارتفاعا في ارباحه خلال الربع
الرابع من عام 2016 بنسبة 50% كما كانت توقعاته قوية بالنسبة لأداؤه خلال العام الجاري
على خلفية ارتفاع اسعار الفائدة مما عزز الثقة لدى المستثمرين بأن البنك يسير في اتجاه
النمو.
وفي هذا الشأن أوضح "براين موينيهان" الرئيس التنفيذي للبنك ان استراتيجية
البنك تؤتي بثمارها.
وحقق
البنك ارتفاعاً في أرباحه بنسبة 47%، حيث زاد صافي الربح العائد للمساهمين إلى
4.34 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 ديسمبر الماضي ، مقارنة مع
2.95 مليار دولار قبل عام، مدعوما بانخفاض
حاد في النفقات. وبلغت إيرادات البنك 19.99 مليار دولار، وقفزت ربحية السهم إلى 40
سنتا من 27 سنتا، متجاوزا توقعات المحللين بتحقيق متوسط ربح قدره 38 سنتا للسهم الواحد.
وارتفعت المبيعات الإجمالية وإيرادات التداول في البنك بنحو 11% خلال الربع الأخير
.
وأضاف
موينيهان أن اهداف النمو لعام 2017 تتضمن مزيج من خفض التكاليف وتحسين العلاقات مع
العملاء، مشيرا الى ان آفاق رفع اسعار الفائدة بشكل اكبر سيؤثر على أداء البنك.
ومن
ناحيته حقق بنك "جي بي مورجان تشيس" اكبر البنوك الأمريكية وفقا لأصوله ارباحا
بلغت 6.73 مليار دولار لتقفز بنسبة 24% لترتفع عن 43 مليار دولار في نفس الفترة من
العام 2015 مدعومة بتنامي أنشطة المستثمرين إثر انتخابات الرئاسة الأمريكية حيث حقق
السهم ارباح بنحو 1.58 دولار مما فاق أيضا توقعات الخبراء والمحللين.
وصرح
"جيمي ديمون" الرئيس التنفيذي للبنك أن الاقتصاد الأمريكي سيكتسب المزيد
من الزخم وأنه في الفترة المقبلة يوجد فرص لبناء قرارات وسياسات مثمرة ومنطقية وجيدة
يتم تنفيذها والتي من شأنها تحفيز النمو وخلق المزيد من فرص العمل.
وقفزت
ارباح بنك "مورجان ستانلي" بنسبة 81% خلال الربع الأخير من العام الماضي
لتهزم توقعات محللي وول ستريت حيث حقق ارباح بنحو 0.81 دولار للسهم على خلفية ايرادات
بلغت 9.02 مليار دولار.
ومن
ناحيته، صرح "جيمس جورمان" الرئيس التنفيذي للبنك بأن البنك حقق نتائج قوية
في قطاعات مثل التداول وادارة الثروات واستطاع اداره نفقاته بشكل جيد.
ويشعر
جورمان بالتفاؤل بالنسبة للفرص في عام 2017 وما بعدها وأوضح أن البنك سيستمر في التركيز
على تقديم خدمات متميزة للعملاء وتحقيق اهدافه الاستراتيجية.
أما
بالنسبة لبنك ويلز فارجو، فقد أعلن عن تسجيله أرباحا بقيمة 96 سنتا للسهم الواحد، بإيرادات
قدرها 21.58 مليار دولار، وكانت هذه النتائج أقل من توقعات المحللين التي أشارت إلى
تحقيق البنك أرباحا بقيمة دولار للسهم الواحد وإيرادات قدرها 22.45 مليار دولار.
ويعتبر
هذا أول ربع يفشل فيه البنك بتحقيق أرباح منذ فضيحة الحسابات المصرفية الوهمية، حيث
استقال جون شتومبف، من منصبه كرئيس تنفيذي للبنك بسبب فتحه ملايين الحسابات بأسماء
عملاء من دون علمهم أو إذنهم.
ومن
الجدير بالذكر أن المستثمرين ظلوا متفائلين بشأن أداء البنوك بالنسبة للثلاثة أشهر
المنتهية في 31 ديسمبر الماضي وكان هذا التفاؤل مدفوعا أيضا من دعم ترامب للسياسات
المصرفية والآفاق حول اسعار فائدة اعلي.
وفي
نفس الوقت فإن مسؤولي البنوك لديهم ثقة في أن يشهد القطاع المصرفي المزيد من الزخم
والنمو في عام 2017.
العدد (67)
