نقلة "كريتيف بابليشينج" النوعية !!

فى هذا العدد عزيزى القارئ نحملك معنا إلى فضاء غير تقليدى تُشاركنا فى بداية جديدة لدور لا ينتهى فى رحلة البحث عن الحقيقة، تتغير ملامحه، وربما مسئولياته، ولكن لا تتغير هويته..

نعلن فى هذا الفضاء التزامًا جديدًا أمامك بنقل القضايا الكبرى لهذا الوطن والتحديات الدقيقة الحاسمة إلى مجال أكثر تفاعلاً وتواصلاً معك، حيث يمكنك التعبير عن موقفك، فهذا ما تسمح به منابر الحوار عبر مؤتمر سنوى ينطلق فى دورته الأولى تحت عنوان "تصحيح مسار التجارة الخارجية.. نحو نقلة نوعية للاقتصاد الوطني".

هذا المؤتمر هو "نقلة نوعية" على الصعيدين العام والخاص معًا.. فعلى الصعيد العام يتجاوز المؤتمر الطروحات التقليدية لعلاج عجز الموازنة عن طريق التحرّك فى مسار أحادى يعتمد على خفض الإنفاق والتركيز على "الطلب الكلي"، دون بذل العناية الكافية لوضع سياسات مُتوازنة تأخذ فى اعتبارها أهمية العمل بالتوازى على تنمية الموارد وزيادة الناتج المحلى فى مسار قد يفوق فى أهميته المسار الأول.

كان هذا هو الهدف الرئيسى للمؤتمر الذى ركَّز على منظومة التجارة الخارجية وعلاج اختلالاتها الهيكلية تصديرًا واستيرادًا بوصفها الأساس الأهم لبناء تنمية مُستدامة واستهداف معدلات نمو كبيرة كما تطمح الحكومة دون أن تكون بقدر غيرها من الروافد الأكثر عُرضة لصدمات السوق هشة، سريعة التأثر وإنما أكثر ثباتًا واستقرارًا بعكس "السياحة" و"التحويلات الرأسمالية إلى الداخل" وذلك بهدف إحداث نقلة نوعية فى معدلات نمو الناتج المحلي.

وقد استطاع هذا المؤتمر فى دورته الأولى انتزاع رعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، بالرغم من كون مُبادرة الدعوة لهذا المؤتمر هى مُبادرة خاصة، تصدر عن مؤسسة صغيرة.

ولكن بالرغم من كوننا مؤسسة صغيرة إلا أننا نملك طموح الكبار وهنا يبرز مغزى "النقلة النوعية" على الصعيد الخاص، فقد قرَّرت مؤسسة "كريتيف بابليشينج" المالكة لمجلة "المصرفي" الإقدام على هذه الخطوة لتدشن طموحًا إلى تفاعل أكبر معك عزيزى القارئ ليس فقط على صفحات المجلة وإنما عن طريق المُواجهة المباشرة، كما تشهد التجربة مع القضايا المصيرية.

ولم يكن اختيارنا لتوقيت هذه الانطلاقة مجانيًا، فقد كانت اللحظة نفسها عنوان تحوّل حاسم فى تاريخ السياسة النقدية المصرية بإقدام البنك على قرار تحرير أسعار الصرف تحريرًا كاملاً.. وهى القضية التى خصصنا لها التقرير الرئيس لهذا العدد.

وبالرغم من أن غالبية تقارير العدد أُعدّت قبل إقدام "المركزى" على هذه الخطوة، إلا أن ذلك لم يخلو من فائدة بعد أن نقلت جميعها اللحظة التى سبقت القرار، وكيف بدأت السوق فى هذه المرحلة، وما الذى سيطر عليها فى مختلف قطاعات النشاط التمويلي.

القارئ الكريم عددٌ آخر من الاجتهاد والمُتابعة لكل ما يهمك كقارئ مُتخصّص فى هذا المجال، واصلنا المنهج نفسه فى نقل تفاصيل ما جرى بالسوق قطاعًا قطاعًا، حتى تكون الرؤية شاملة بلغة الأرقام الأقرب إلى الواقع دائمًا.